16 Dec
16Dec

الشيخ إحسان الفضلي

في اليوم التالي وفي وقت العشاء تحديداً، جلست مع ولدي وهو ينظر إليّ بترقّب محاولاً فهم معالم وجهي، فبادرته قائلاً:من الأهداف التي حرص عليها شهيد المحراب (قدس سرّه) هو إيجاد وتطوير علاقات إيجابية بناءة مع كافة دول الجوار العراقي، والقوى الإقليمية والدولية، وقد نجح بحمد الله ومنّه في تحقيق ذلك.

ولكن إذا تذكر يوم أمس لمّا قلت لك: بأنّه (قدس سرّه) لم يسلم من النقد والاستهداف في كل خطوة كان يخطوها، فقد تعرّض لحملة من التسقيط لشخصه تحت ذريعة: (لا تواصل مع الظلمه، فالدول الإقليمية، وخصوصاً العربية كانوا ولا يزالون داعمين لصدام الظالم، فكيف يمكن لك أن تتواصل معهم؟!)وهنا قال لي ولدي: ما الهدف من تلك الحملات، ولماذا هذا الاستهداف له (قدس سرّه)؟!

فأجبته: إذا ما أردت أن أحسن الظن بأصحابها، فلابدّ وأن أقول: إنّهم لم يمتلكوا تلك البصيرة التي كانت لديه (قدس سرّه).واذكر لك مثالاً بهذا الصدد: عندما ارسل شهيد المحراب (قدس سرّه) وفداً للقيادة السورية، بدأت حملات الاستهداف القاسية ضد السيّد، ولكنّه تحمّل صبراً ولم يردّ عليها كعادته، حتى مرّت الأيام وذهبت الليالي، فكان نتاج عمله أن أصبحت سوريا ملاذاً آمناً للعراقيين المهجرين والهاربين من بطش النظام الصدامي، بالرغم من عدم امتلاكهم آنذاك وثائق رسمية كي يتم التعامل معها من قبل الدولة السورية، ولكنّها تقبّلت البديل عنها، وأعني بها الوثائق الصادرة عن المعارضة العراقية.بل وحظي العراقيون بمعاملة خاصة واستثناءات من القيادة السورية في وقتها، وما ذاك إلّا نتيجة لعلاقة شهيد المحراب (قدس سرّه) مع الرئيس الراحل حافظ أسد.

زين، ومع كل ذلك، لم يصدر عن شهيد المحراب (قدس سرّه) أو العاملين معه، أيّ تصريح أو ردّ على الإساءات التي قيلت في حقّه سابقاً، بل ولا حتّى باستخدام ذلك في الإعلام ونحوه، ولو من جهة كونه صاحب فضل على الجالية العراقية في سوريا الأسد.مع أنّني كنت في سوريا وقتها، ولا زلت أتذكر الكلمات الجارحة التي تصدر بحقّه (قدس سرّه)، من قبل من يعرّفون أنفسهم بأنهم معارضة للنظام الصدامي آنذاك، والذين كانوا أشد استهدافاً له.

فبادرني ولدي: ليش ما قال؟أجبته: لسبب بسيط وهو: إيمانه بأنّ ما فعله هو أقل الواجب اتجاه مسؤوليتهم وظلامتهم. شوف بابا، إنّ تواصل شهيد المحراب مع دول الجوار والقوى الإقليمية والدولية هو من أبجديات تغيير النظام القائم في أي بلد في العمل السياسيّ، فكيف ببلد مثل العراق، فإنّ تأثير تغيير النظام فيه ينعكس على توازنات الشرق الأوسط ككل.

ورن الهاتف فأشرت إلى ولدي نكمل غداً إن شاء الله تعالى..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني