الحملات الإعلامية.. بين التشويه وصناعة الرمزيةفي عالم السياسة، ليست كل الأضواء منصفة فأحيانًا تُسلط عليك الكاميرات لا لتظهر إنجازاتك، بل لتبحث عن ثغرة تُضخَّم، أو جملة تُقتطع، أو موقف يُشوَّه..عمار الحكيم يعرف هذا جيدًا، فقد كان ولسنوات هدفًا لحملات إعلامية متواصلة، صُممت بعناية لإضعاف صورته، وإسقاطه في عيون الناس.. لكن ما حدث كان عكس ما أرادوا.
كلما اشتدت الحملة، ازداد حضور الحكيم في وعي الجمهور، لا كضحية بل كقائد يواجه التشويه بصلابة، وكانت الناس تتابع لترى كيف سيرد، فيفاجئهم بأنه لا يرد بالصراخ أو الشتائم، بل بالمبادرات والمشاريع، وكأنه يقول للعالم: "أفضل رد على الأكاذيب، هو الحقيقة التي تبني أرضًا صلبة تحت قدميك".هذه الحملات، التي أرادها خصومه أداة إسقاط، تحولت مع الوقت إلى جزء من صناعة رمزيته، فهي تذكر الناس بأن هناك من يخشاه، وأن مشروعه يحمل ما يكفي من القوة ليُستهدف..وهكذا أصبح الاستهداف شهادة غير مقصودة على أهمية وجوده.
تُثبت تجربة الحكيم أن القائد لا يُعرّف فقط بما يقوله أو يفعله، بل أيضًا بما يحاول الآخرون منعه عنه، وعندما تواجه حملات التشويه بكرامة وثبات، فأنت لا تحافظ على صورتك فقط.. بل تصنعها.