أشاد فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد بالمواقف الشجاعة لشهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) ومشروعه الوطني الجامع.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركة فخامته في الحفل الـتأبيني الرسمي لمناسبة يوم الشهيد العراقي.
وأكد السيد رئيس الجمهورية أن "الاحتفاء بيوم الشهيد العراقي يأتي تخليدا للتضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء شعبنا الكريم من قواتنا الأمنية بمختلف صنوفها في الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة، على طريق الحرية والديمقراطية ومقارعة الدكتاتورية والإرهاب"، مشيدًا بالمواقف الشجاعة لشهيد المحراب (قدس سره) ومشروعه الوطني الجامع.
وأشار فخامته إلى أن "ترسيخ العملية الديمقراطية يعد واجبًا وطنيًا، يتم إنجازه من خلال الالتزام بالتوقيتات الدستورية، وتكاتف الجهود والمضي نحو تشكيل حكومة تمثل جميع العراقيين وتحقق آمالهم في بناء عراق مزدهر ومتطور، يسوده الأمن والاستقرار".
وفيما يلي نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية:
"بسم الله الرحمن الرحيمسماحة السيد عمار الحكيم المحترم – رئيس تيار الحكمة الوطنيالسيدات والسادة الأفاضل المحترمون.. كل بحسب موقعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..نلتقي اليوم بمناسبة وطنية جليلة، أرشفت لمرحلة مهمة من تاريخنا المعاصر، مر بها العراق بظروف بالغة التعقيد، ولعقود طويلة من الزمن.نحتفي بيوم الشهيد العراقي، تخليدا للتضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء شعبنا الكريم من قواتنا الأمنية بمختلف صنوفها في الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة، على طريق الحرية والديمقراطية ومقارعة الدكتاتورية والإرهاب.
نستذكر باعتزاز الذكرى الأليمة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، الرمز الديني والوطني الكبير الذي ناضل ضد الدكتاتورية، والصوت الحكيم الذي دعا إلى الوسطية والحرية والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي، ودفع حياته ثمنا لمواقفه الشجاعة ومشروعه الوطني الجامع.
كذلك نتذكر سيرة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله)، أحد أعمدة العمل السياسي الوطني بعد العام 2003، والذي كرّس هو الآخر حياته من أجل بناء الدولة، وترسيخ العملية الديمقراطية، والدفاع عن وحدة العراق وسيادته، والسعي إلى لم الشمل وتغليب الحكمة والحوار في أحلك الظروف.
السيدات والسادة..إن المسؤولية الوطنية والاخلاقية والتربوية، تفرض علينا أن نتذكر دائما تضحيات الشهداء والعلماء والشخصيات الوطنية الكبيرة، وان ننقل قصص بطولاتهم إلى الأجيال القادمة، بوصفها جزءاً أصيلا من تاريخ البلد وهويته، فالشهداء لم يقدموا أرواحهم من أجل الحاضر فحسب، بل من أجل مستقبل تسوده الحرية والكرامة والعدالة.
من هنا تبرز أهمية تضمين سير هؤلاء العظماء ونضالهم في المناهج الدراسية، لتكون دروسا في التضحية والانتماء والمواطنة، لتربية أجيال واعية تعرف قيمة الوطن، وتحفظ ذاكرته، وتدرك أن ما تنعم به اليوم من أمن واستقرار إنما هو ثمرة دماء طاهرة لا يمكن أن تنسى.
لقد تجاوز العراق المراحل الصعبة بعد سنوات من العنف والإرهاب وقبلها فترة الاستبداد، ووصلنا الى حالة الامن والاستقرار، وينبغي على الجميع العمل على ادامتها، وهذا يتطلب مضاعفة الجهود لتجاوز المسائل العالقة ومواصلة البناء والتقدم.
لقد أنجز أبناء شعبنا انتخابات نيابية ناجحة، جسدوا من خلالها تمسكهم بمبادئ الديمقراطية، فيما تلوح أمام الجميع استحقاقات مفصلية لتشكيل سلطات تشريعية وتنفيذية تعبر بصدق عن إرادة العراقيين، وتسعى بعملها إلى تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم في العيش الكريم.
إن ترسيخ العملية الديمقراطية واجب وطني، يتم إنجازه من خلال الالتزام بالتوقيتات الدستورية، وهنا ندعو الى تكاتف الجهود والمضي في تشكيل حكومة تمثل جميع العراقيين وتحقق امالهم في عراق مزدهر ومتطور، حكومة قادرة على ترسيخ الامن والاستقرار ومحاربة الفساد والارتقاء بمستوى المعيشة ونوعية الخدمة وتطور قطاعات التعليم والصحة وبقية القطاعات الأخرى.
الرحمة والخلود للفقيد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، ولجميع شهداء العراق.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
