05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
23 May
23May

‌‎#رسالة
التنمية الشاملة، وشُكران النعمة .. بعد سنواتٍ طويلةٍ من الصراع والتحديات التي مرّ بها العراق، يدخل اليوم في حقبةٍ جديدةٍ من تاريخه، نحو التنمية الشاملة في كافة المجالات: الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، وغيرها. وقد بدا هذا التطور والتنمية جليَّين لدى كافة المنصفين في تحليل الواقع العراقي وتقييمه.وبالتأكيد، لا يمكن إنكار أن أي دولةٍ من الدول المجاورة للعراق، لو مرّت بعُشر ما مرّ به العراق، لما استطاعت اليوم الوقوف على أرجلها كما هو حال العراق، الذي يقف الآن على قدميه ويستعيد دوره الإقليمي والدولي في المنطقة والعالم. وبالطبع، فإن العراق، بعد كل ذلك التآكل الذي أصاب جسده، يحتاج إلى فترةٍ طويلةٍ لتحقيق هدفه السامي.فعلى سبيل المثال، اقتصاديًّا وحسب احصائيات وزارة التخطيط الاخيرة، هناك تطورٌ في النمو الاقتصادي في العراق، حيث وصل إلى 4.4% في عام 2024، إضافةً إلى مساهمة الإيرادات غير النفطية بنسبة 12-14% في الموازنة العامة اي ما يقارب 14 تريليون دينار عراقي، وهو فارق كبير عن عام 2023، عندما كانت مساهمتها بمقدار 4.7 تريليون دينار عراقي في الموازنة وبنسبة 7%. كما أن الناتج المحلي لبلادنا أصبح 265.89 مليار دولار أمريكي، فيما تضاءلت نسبة الفقر من 23% إلى 17%، وكذلك انخفضت البطالة من 16.5% إلى 14%، وهذه كلها أرقامٌ ذات دلالةٍ على التطورات الكبيرة الحاصلة في تمكين القطاع الخاص، وإشراكه في المشاريع الوطنية، وتوفير فرص عملٍ للشباب، ولو بصورةٍ نسبية.وعندما نريد أن نقيس مسار تطور العراق، فمن الضروري أن نقارنه بوضعه الخاص الآن، مقارنةً بما كان عليه قبل عشر سنوات، عندما كان منشغلًا بأولوية الحرب ضد داعش لتحرير أراضيه؛ بينما الآن تغيّرت الأولويات، وأصبح الهمّ هو كيف نبني العراق ونطوّره، وكيف نضفي على هذا التطور الجودة والكفاءة المطلوبة. كما أصبح الهمّ الآخر هو كيف نمنح العراق مكانته في دوره المحوري، للتأثير في الدول الأضعف منه، وهذا بحد ذاته مؤشّرٌ على التطور والتنمية. فكلُّ دولةٍ يُقارَن بها العراق مرّت بظروفٍ أقل قسوةً ممّا مرّ به، ومع ذلك، أصبح العراق اليوم في محلّ المقارنة والمنافسة معها، ولو بنسبةٍ عامة.قال الله في محكم كتابه: “وأما بنعمة ربك فحدّث”، وقال تعالى: “لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ، وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”. أي إن شرط بقاء هذه النعمة هو شكرها، وذكرها، وبيانها، مع الإشارة إلى السلبيات بأسلوب النقد البنّاء لا الهَدّام، لمعالجتها وتطويرها. وما أجمل مسك الختام أن يكون بقول الأمير (ع): “المؤمن شاكرٌ في السّراء، وصابرٌ في البلاء، وخائفٌ في الرخاء”. فلذا لنترك جَلدِ الذّات ونتوجه نحو تكامل مسيرة بناء وطننا، لنعيد للعراق مجده الحضاري والتاريخي ونعالج المشاكل والسلبيات معًا يدًا بيد نحو مستقبل مزدهر.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني