28 Dec
28Dec

شهيد المحراب وسيره على مسلك الفطرة السليمة .. خيرُ ما تميّز به شهيدُ المحرابِ الخالد (قدّس سرّه) هو السعيُ للسيرِ على مسارِ الفطرةِ الإلهيةِ للإنسانِ في مواقفهِ وتعاملهِ مع القضايا. ويكون الاستنتاجُ على ذلك من بابِ أنَّ الغايةَ الرئيسيةَ من خلقِ الإنسانِ هي (التقرّب والوصولُ إلى الله عزّ وجلّ). وكان شهيدُ المحراب ملتزمًا تمامًا بمسارِ التقوى، وكلُّ خطواته كانت في طريقِ رضا الله عزّ وجلّ. وهذا هو نهجٌ قرآنيٌّ، حيثُ ذُكر في الكتابِ المُبين: "فِطْرَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا  لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ”.‏وكان ذلك جليًّا في تربيتهِ الصالحةِ لأبنائهِ ومن عملَ معه، حيثُ كلُّ من قضى وقتًا مع شهيدِ المحرابِ تكونُ ملامحُ التأثّرِ الإيجابيِّ والروحانيةِ العاليةِ واضحةً في قلبهِ وقالبِهِ. إضافةً إلى تبنّيهِ مفاهيمَ دينيةً أخلاقيةً مهمةً ينطبقُ نتاجُ تطبيقها السليمِ على كافةِ الأزمنة، ومن أهمّها (التقوى السياسية)، حيثُ قال رسولُ الله (ص): (ومن سنّ سنةَ حقٍّ كان له أجرها وأجرُ من عملَ بها إلى يومِ القيامة).‏ومن أكثرِ المواقفِ التي تزيدُ من وضوحِ صمودِ آيةِ اللهِ السيدِ محمد باقر الحكيم، هو ثباتُهُ على المبادئِ والتزامُهُ بالتكليفِ الشرعيِّ الذي كان على عاتقهِ، حتى وإن انتهى ذلك على حسابِ أسرتهِ وأمنهِ الشخصيِّ والعائليّ. فيما جاهدَ وكافحَ في قضيتهِ الحقّةِ بمحاربةِ صدامَ وإعلاءِ صوتِ الشيعةِ إلى آخرِ نفسٍ من حياتِهِ، مستمدًّا شرعيتهَ من المرجعيةِ الدينيةِ العليا ومنسّقًا خطواتهِ معها؛ وهذا ما عزّزَ صحةَ مسارهِ ودقةَ عملهِ. قال اللهُ عزّ وجلّ في محكمِ كتابهِ: “يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ  وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ”.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني