في ختام اليوم الأول من جولتنا في محافظة الأنبار، وبحضور المحافظ الأستاذ محمد نوري الدليمي ورئيس مجلس المحافظة المهندس عمر مشعان دبوس، التقينا جمعا من نخب وكفاءات الأنبار. عبرنا عن سعادتنا بزيارة محافظة الأنبار، والتعرف عن قرب على حالة الاستقرار التي تشهدها والإعمار والبناء والتنمية، كبقية محافظات البلاد، حيث تحول العراق إلى ورشة عمل كبرى.جددنا التأكيد على حالة التعافي العراقي على المستوى السياسي حيث أصبحت هناك قواعد لإدارة الاختلاف عبر تشكيل ائتلاف إدارة الدولة، وعلى مستوى الوئام المجتمعي حيث التعايش والمحبة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم، وانخفاض وتيرة الحساسيات المكوناتية والتحول من الاشتباك إلى التشبيك.شددنا على ضرورة تعزيز وتراكم هذه الحالة الإيجابية وتحويلها إلى انطباع، وهذه تمثل أولوية مهمة.أشرنا إلى الأولوية الاقتصادية، إذ لا بد للعراق أن يتحرر من الاقتصاد الريعي بالاعتماد على النفط وتقلبات أسعاره والانتقال إلى الاقتصاد المتعدد، عبر الاهتمام بالزراعة والصناعة والاستثمار والسياحة والتكنلوجيا.بيّنا أننا أمام تحديات اجتماعية وظواهر سلبية متنامية كالمخدرات التي لا تقل خطرا عن التهديدات الإرهابية، وحالات الطلاق المتزايدة، لذا لا بد من إيجاد المعالجات المناسبة لها وهي مسؤولية تضامنية. علينا أن نصدق أننا أمام مرحلة جديدة، ونستعد لاستحقاقات مهمة.جددنا التأكيد على أن زيارتنا للأنبار اجتماعية للتواصل مع أهلنا وهي بعيدة عن الأهداف السياسية والانتخابية، ومن الخطأ أن تختزل مساحة التواصل مع الناس برقم انتخابي أو هدف سياسي، فنحن نؤمن أن التواصل والزيارات تبني مجتمعاً متماسكاً وتأتي بنتائج كبيرة لتوحيد الرؤية.أشرنا إلى أن هناك منهجين للوصول إلى الهوية الوطنية الجامعة، منهج يدعو للتنازل عن الهويات الفرعية، والمنهج الآخر الذي نؤمن به وهو احترام الخصوصيات وعدم الخجل منها في إطار الهوية الوطنية الجامعة وهو الطريق الأسلم للوصول إلى الهوية الوطنية الجامعة، والطريق المنسجم مع الفطرة السليمة.بيّنا أهمية الأنبار من حيث ثقلها الجغرافي وحدودها مع دول الجوار المحورية في المنطقة فضلا عن ثرواتها الطبيعية وطبيعتها الديموغرافية مما يجعل دورها محوريا في وحدة البلاد، كذلك دعونا لقراءة تاريخ هذه المحافظة في وحدة العراق، حيث كانت خزان الغذاء والسلاح، وأن قلق الأنبار واستقرارها ينعكس سلبا أو إيجابا على عموم العراق، وذكّرنا بمبادرة أنبارنا الصامدة ودور تلك المبادرة لو أخذ بها في استقرار العراق، وأعربنا عن أسفنا لإخضاع هذه المبادرة للتسقيط والتشويه، ولفتنا إلى أن المبادرة أطلقت في وقت حرج أمني وكنا وقتها على مشارف الانتخابات، وأشرنا أيضا إلى الخسائر المادية والبشرية التي دفعها العراق بسبب الاضطرابات، وقلنا إن للأنبار دوراً كبيراً في المسار الفكري والثقافي.شددنا على رفض الخطاب الطائفي أو القومي في الانتخابات، ودعونا للتنافس على أساس البرامج، ودعونا الناخب لمعاقبة المستخدمين لهذه الخطابات بعدم التصويت لهم، كما دعونا للتعامل مع التحديات الخارجية من مبدأ لا تهوين ولا تهويل فالنظام السياسي غير مرتبط بالشخوص إنما هو قائم على وفق أسس قوية ورصينة، وأكدنا أهمية التوازن بين حفظ الاستقرار والدفاع عن قضايا الأمة، وأشدنا بموقف العراق في التعاطي مع التحديات التي عصفت بالمنطقة مؤخرا وعولنا على مخرجات الحوار الإيراني الأمريكي في استقرار المنطقة، كما شددنا على التوازن في العلاقات الإقليمية والدولية والحياد الإيجابي. شددنا على تحصين الشباب من الخطاب الطائفي من خلال المناهج وكذلك أهمية التعريف بما مضى، وأكدنا أن الشباب العراقي أثبت سموه على الخلافات والخطاب الطائفي، ودعونا لتعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب العراقي وتسليحه بالسلاح الفكري، واستشهدنا بتجربة الحكمة في تمكين الشباب.قلنا إن الأصوات المرتفعة ليس بالضرورة مؤثرة وذات مساحة، وشددنا على البناء المؤسسي في قطاع التعليم.