في محاضرة اليوم واستكمالا لبحثنا حول رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين السجاد ( عليه السلام)، حيث كان الحديث في المحاضرات السابقة عن الحق العاشر وهو حق الصلاة، وانتهى بنا البحث عن الإضاءات المتعلقة بهذا الحق، ووصلنا إلى الإضاءة الخامسة وهي حضور القلب ، وقلنا إن حضور القلب والخشوع في الصلاة يمثل روح الصلاة، فإن كانت الصلاة مناجاة فلا مناجاة مع الغفلة، وإن كانت الصلاة ذكر فلا ذكر مع الغفلة فالغافل لا يلتفت ولا يقصد ما يقوله، واستعرضنا العديد من الآيات القرآنية الكريمة في هذا الباب، ونذكر هنا طائفة من الروايات الشريفة الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) التي تدعو إلى الإقبال على الله عند الصلاة و تحذر من الغفلة وتبين آثارها:عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): " إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها أبدا، ثم اصرف ببصرك إلى موضع سجودك، فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك، و اعلم أنك بين يدي من يراك ولا تراه"أبى حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام يصلى فسقط رداؤه عن أحد منكبيه قال: فلم يسوه حتى فرغ من صلاته قال: فسألته عن ذلك فقال "ويحك أتدري بين يدي من كنت، إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه" عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن أبيه عن علي (عليه السلام) قال: "الالتفات في الصلاة اختلاس من الشيطان فإياكم والالتفات في الصلاة فإن الله مقبل على العبد إذا قام في الصلاة فإذا التفت قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم عمن تلتفت ثلاثة فإذا التفت الرابعة أعرض الله عنه" عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " لا يقومن أحدكم في الصلاة متكاسلا ولا ناعسا ولا يفكرن في نفسه فإنه بين يدي ربه عز وجل، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه "روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " إذا قام إلى الصلاة يربد وجهه خوفا من الله تعالى وكان لصدره أو لجوفه أزيز كأزيز المرجل"وفي رواية أخرى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) "كان إذا قام إلى الصلاة كأنه ثوب ملقى"كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون، فيقال له: مالك يا أمير المؤمنين؟ فيقول: "جاء وقت أمانة الله التي عرضها على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها و حملها الانسان، فلا أدري أحسن أداء ما حملت أم لا"
عن الإمام الصادق (عليه السلام)" لا تجمع الرغبة والرهبة في قلب إلا وجبت له الجنة، فإذا صليت فأقبل بقلبك على الله عز وجل فإنه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على الله عز وجل في صلاته ودعائه إلا أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين، وأيده مع مودتهم إياه بالجنة"
وللحديث تتمة