في ذكرى شهادته الأليمة، نستذكر الدور العظيم الذي اضطلع به الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) في الانتصار لمشروع ودم الإمام الحسين (عليه السلام)، وإنقاذه من التشويش والطمس، رغم الظروف العصيبة آنذاك، من اضطهادٍ وقمعٍ وفوضى سياسيةٍ وانقلابات.كما اضطلع الإمام زين العابدين (عليه السلام) بمهام جوهرية، كان أبرزها ترشيد الأمة وبناؤها، ووقف حالة التراجع الأخلاقي التي أصابتها، وتعويض الخسارة البشرية الكبرى الناتجة عن الحروب والقمع.واعتمد الإمام السجاد (عليه السلام) منهج البكاء، حيث وظّف العاطفة كثورة وجدانية للتأثير في النفوس، وتثبيت مظلومية كربلاء، وإيصال رسائل المشروع الحسيني، كما انتهج الدعاء وسيلةً تربويةً وروحية، ليؤسس مدرسةً خالدةً على مرّ العصور.وقدّم الإمام زين العابدين (عليه السلام) صورةً مذهلةً في سلوكه، وأحدث هزّة حقيقية في المجتمع آنذاك، من خلال رعايته للضعفاء، وصِلتِه للأرحام، وصبره على الأذى، وكرمه، وتواضعه، الذي هزّ النفوس.
فسلامٌ عليه يوم وُلد، ويوم استُشهد، ويوم يُبعث حيًّا، وعظّم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاده (سلام الله عليه).