حين دنا القطاف .. اغتالوا الربيع
حيدر السعيدي
في بلد كالعراق بتنوع اطيافه، وتعدد دياناته وتباين قومياته, قلما نجد اجماعا وطنيا وشعبيا واسعا، حول شخصية علمائية وسياسية، كما حدث لشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس). بعيدا عن اسقاطات انتمائه، لعائلة عراقية كبيرة ومعروفة، كعائلة ال الحكيم، وامتدادها المرجعي والعالمي, فقد كان السيد الحكيم (العضد المفدى) كما يعبر عن ذلك الشهيد محمد باقر الصدر (رض) بصمات واضحة في تأصيل الفكر الاسلامي، وتجسير العلاقة بين المرجعية الدينية والامة, وابعاد شبح الحرب، او اقلها الصراع المحتدم بين الاسلاميين والليبراليين, من خلال استثمار كل الطاقات، في مجابهة طاغوت العصر, وتوجيه الجهود لبناء العراق، ووحدته ارضا وشعبا, وفق منهجية سمحاء، تقوم على احترام كل الاراء وتبادل الرؤى, بعيدا عن سياسة المحاور، والتقاطعات الاثنية او المذهبية او الايدلوجية.السيد محمد باقر الحكيم (قدس) مثل الاعتدال في زمن التجاذبات والتقاطعات، وعبر عن التسامح في عصر العنف والكراهية, وتحلى بالبصيرة في مرحلة التخبط الفكري, وحينما اينعت كل هذه السمات الطيبة، في روح شهيد المحراب، ومنهجه وفكره وسلوكه، لتؤتي اكلها في ارض العراق الحبيب, اغتال اعداء العراق ربيعنا المثمر (محمد باقر الحكيم).. وفي ظنهم بأنهم، حينما يغتالون شهيدنا الغالي وقائدنا الكبير، سيوقفون عجلة التقدم في عراقنا الحبيب, وقد قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز : "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" غاب عن مخططاتهم الدنيئة وافكارهم الاجرامية, ان اغتيال القائد لا يعني اغتيال المشروع, واستهداف الرموز الكبيرة، ليس بالضرورة يمسي هدما للفكر العملاق, فنحن نعرف ان الفرص على قدر التحديات, لاسيما عندما يكون شهيد المحراب ليس شخصا فحسب, بل مدرسة نهلت منها الاجيال، وخرجت القادة الذين يمثلون الامتداد الديني والسياسي، لسمات القيادة التي حملها شهيد المحراب .