محمد حسن الساعدي
بالرغم من تعدد الزيارات التي قام أو يقوم بها رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم الى المحافظات العراقية،والتي يحضى بها باستقبال رسمي لافت وفي بعضها يصل الى درجة استقبال الرؤساء والملوك،وهو بحد ذاته يعكس حالة القبول للسيد الحكيم عند الجميع بغض النظر عن الطائفة أو القومية أو التوجه،وان طريقة الاستقبال تعكس أهمية الزائر والذي يمثل حالة الاعتدال والوسطية التي اكسبته قيمة عالية لدى الجميع،وجعلته محل ثقة عند الجميع، وهو امر لاتمتلكه أغلب القوى السياسية بمثل هكذا علاقات متوزانة ومتينة مع الجميع،حتى مع ممن يختلف مع الحكيم فكرياً او منهجياً تجده ينتقد مع فرض الاحترام في ادب الحوار المتبادل،وهذا ما فرضه الحكيم على منافسيه ليس بقوة السلاح أو الصوت العالي بل بقوة المنطق والحوار الهادف واحترام الآخر دون الاساءة أو النيل منه او تسقيطه.زيارة السيد الحكيم الى مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، والتي فيها بعدان...البعد الاول تعد تكريت معقل لاتباع النظام السابق ومسقط رأسه ، والبعد الثاني تعد من المدن المتشددة التي رفضت التغيير والعملية السياسية برمتها،ما يعني ان هذه الزيارة تعطي رسائل مهمة عدة يقرأها العدو قبل الصديق، وتحديداً عندما تاتي هذه الزيارة بالتزامن مع ذرة سقوط النظام الصدامي،والذي مثل فترة مظلمة في حياة الشعب العراقي عموماً ،لذلك فان الزيارة تاتي في مقطع مهم ومفصلي في حياة العراقيين عموماً،وخصوصاً لشخصية جمعت بين الدين والسياسية(شيعية)، ما يعني انها تطلق رسائل في حجم القبول الذي يحظى به السيد الحكيم عند الجميع دون استثناء.الحكيم لاينظر الى زيارته على انها مكسب انتخابي او سياسي،كون الاصوات محسومة للمكون السني وليس لغيره لذلك فان من يتفق مع الحكيم او يختلف معه سيجد أن هذه الزيارة تأتي للوقوف على مطالب الشعب العراقي والمحافظات التي تعاني نقص الخدمات بكافة مستوياتها،كما انها تعطي قوة ودافع للمسؤوليين المحليين في المحافظة في ضرورة شحذ الهمم من أجل تقديم الخدمات للمواطن العراقي اينما كان .زيارة الحكيم الى تكريت هي رسالة احترام ومحبة ووئام لجميع المكونات في محافظة صلاح الدين،كما انها تأتي في اطار توحيد الجهود السياسية والحكومية في حل المشاكل التي تعاني منها المحافظة وهنا لابد من تساؤل ... هل أراد السيد الحكيم من خلال زيارته الى تكريت التاكيد على ان النظام السياسي الحالي ثابت وراسخ وان المعادلة الظالمة التي كانت تحكم العراق ذهبت بلا رجعة، والدليل على ذلك وجود السيد الحكيم الذي يمثل أهم مرتكزات الاغلبية في مسقط رأس الطاغية ؟حقيقة مثل هذا المنطق موجود ويثار بين الحينة والاخرى في زيارات الحكيم الى المحافظات الغربية أو إقليم كردستان، ولكن عندما نعرف ثوابت الحكيم ونواياه تجاه المجتمع نجد ان هذا المنطق تفنده نتائج أي زيارة يقوم بها الحكيم من خلال دخول حكومة السيد السوداني على خط الزيارة من خلال التنسيق العالي مع دوائر الدولة كافة وحالة الاستنفار التي تقوم بها الحكومات المحلية في الوقوف على مطالب الشعب العراقي وتقديم الخدمات ودفع الحكومات المحلية في ضرورة تسهيل كل الصعوبات من اجل تحقيق هذه المطالب، وهذا ما تحقق في الكثير من الزيارات سواءً على المستوى السياسي او الخدمي او ما تحقق من خلال تسليط الضوء على التقصير الواضح في تلك المحافظة ويدخل كله في نتاج زيارة الحكيم وتحقيق تلك الرسائل والدلالات.