شهيد المحراب، من خلود تربع على عرش التأريخ..
احمد الحسني
معدن طيب وروح حاضرة رفضت أن تكون سطوراً عابرة في صفحات الذكرى، أو شاهد يوثق كل موت فقط، شهيد المحراب من خلود تربع على عرش التأريخ، آل إلا أن يكون ثورته وثروته، أشلائه وأوصاله على أجنحة ملكوتية مسافرة، وعلى قباب الصميدع والذبيح وسيد الماء تطوف فصوله المشرقة، حياته كدجلة والفرات رفضت الإنكفاء أو يقتر من سخائها العطش، وأمتدت الى حياة كريمة طيبة الذكر طيبة الأثر لانهاية لعطائها، فمن الدرس كان القرار والكلمة، ومن السيف والترس موقف. سيرة ومسيرة عطرة في صورة منسجمة، رجبيته صرخة وطن يشاطر أبنائه أحلام البدايات فيقاتل قمع الغد، ففي وطن رفض فيه الطغاة قرآءة التأريخ خشية المستقبل، وأن يتهيئ أبنائه ألى الرحيل، أو عيشة ضنكى بإرادة محنطة، أو إدارة سياسة قذرة خارج الحسابات البشرية بين كراهية مبطنة وسياط طائفية، و قتل خارج القوانين والنواميس وإلغاء للوجود، فتهيأت سيدي وتهيئ أبنائك، مابين أحمس وعباس ومقدام وباسل، لترحيل الطغاة وبتر ألسنتهم وأجتثاث شجرتهم من فوق الأرض، سمفونية قرار عظيم وإرادة في التنفيذ ونهج قيادة ربانية وسلوك رسالي طويل المدى، كان صوتك رصاص أبلغ في الخطاب، وفيض دمائك الخضاب، وأشلائك وأوصالك المحراب، وخير من أقتدى بالقدوة، والصفوة التي تحرك عجلة التأريخ، فترفض لغة التوازن بين الحق والباطل.وفيما تخوض وأبنائك وجندك الأخطار سيدي وتلك مسيرة المتوكلين، كان قد خاض غيرك في المكافأة وأولئك نفرات من المتآكلين، ممن رفض فيهم الوطن هوية الإنتساب، إمتهانهم مفضوح وأسلوبهم رديء في محاولاتهم تغيير الصور المشرقة لتلك المدرسة وعطائها المتدفق، متحصنين في زوايا سياسية رخوٌ أساسها، مسيرتهم ولدت ميتة وعناوينهم فاقدة لرصيد الماضي ومتدثرة بأحلام الآتي، فخاخ متربصة أسندوا ظهورهم للفتنة وتمكروا في الفكرة، دافنين تحتهم جبال من المؤامرات، وكم حاولوا تغيير تأريخهم مع أفلاسهم من المقدمات، فكان كمن يكتبه على صفحات من الجليد لم يمكث في الأرض أمام ربيع الحقيقة، فأستعانوا بنوع آخر شاذ سهل شراءه، أميتت ضمائرهم ووطنيتهم قبل أجسادهم وفقدوا شرف الكلمة، بين بيع وشراء على دكاكين سياسية بضاعتها مكشوفة مهملة من فشل معاد، ففشلوا في تغيير صورة ساستهم رغم ماأستنشقته أنوفهم من رائحة الدنانير، أنه التيه بين ضباب وغبش، جعل منهم طابور فاقد القرآءة والرؤيا، لم يبصروا النور ولم يجيدوا صناعته، فخطواتهم من قبل ومن بعد ماضٍ لم يولد لهم فيه منقبة حتى هذه اللحظة، وهم بين غباء سياسي الحال وحلم في مستقبل من الخيال، فذلوا في الإمتحان فرفضتهم ورفضهم الميدان وأسقطت عنهم سواترهم الضبابية الخداعة.وبين صنائعك ووقائعك سيدي، حملت بين جناحيك وطن، وهشمت أمام أبنائه أنياب القلق، وأوقدت من أوصالك وأشلائك ضوء لايخفت وهجه لئلا يغمره التيه، وقد أجدت الرفقة مع التأريخ، فألأبرار يولدون حيث صفحاته المشرقة، وذاك سر خلود المسيرة وديمومة وهج الثورة، وقد تتوأم عن مخاضاتها، قيادات تمتد الى طهر الدماء وثقلها، وأفواج تنساق إلى المضمار كانسياق العذب الزلال من الجارية، تحاكي القيم الروحية من الدرس والفكر الى التطبيق، لتستلهمها الأجيال على مفرق العقول ومنابض القلوب، نهج ووهج أمآن من الهرج، فعند الرهانات الكفة الراجحة، وفي المخاضات القرآءة الناجحة، والأنصاف الذي قهر الإجحاف لعقود، فعلى دمائك وأشلائك وأوصالك، وعلى نهجك الوضاء ألف تحية، وسلام عليك في الخالدين.