شهيد الميدان
ماهر عبد جوده
لم يكن السيد الشهيد محمد باقر الحكيم مجرد عالم ولاينبغي لايقونة السياسة التهمام ان تنحصر قواه في ميدان واحد ، خصوصا وان العراق كان يعيش اياما عصيبة منتقلا من ازمة سياسية الى اكبر منها ، وعلى كل الاصعدة انعكست تداعياتها على امن وامان الشعب المحاصر برغبات القائد وميوله وتوجهاته المريضة وفرص العيش الصعبة والثقيلة، ومقصلة البعث التي ماكانت لترتفع عن رقبة مظلومة الا لتسقط على رقبة منكوبة في عهد استبدادي قل نظيره ..كان التهميش لاكبر طائفة قد اخذ مداه الاوسع منذ انكفاءها عن جني ثمار ثورتها الكبرى ثورة العشرين وافتاء المراجع بعدم المشاركة السياسية تحت ظلال الاستعمار الذي اجتزأ العراق من امته واقتطع من اطرافه اراض واقاليم من الجنوب والشمال والغرب والشرق . فانبرى السيد الشهيد ابن المرجعية البار لقيادة منظمة بدر الظافرة لمناهزة ومناجزة استبداد رجل دموي خطف قرار حزبه وحوله الى مسخ بالخوف والارهاب والقتل والتعذيب والتشريد فصار هذا البعث عبدا يسبح بحمد مواصفات القائد وسجاياه الفريدة ، فحمل الشعب على ممارسة ضروب النفاق واداء فروض الطاعة و العبودية بنفس السوط الذي كان يقع على ظهره اذا لم يرض قائد الضرورة برقصه واناشيده ولم يدخل السرور على قلبه ..كان ابن المرجعيه البار رجل سياسة بارع وحكيم لامع ، اسما على مسمى فخاطب بفصاحته المعهودة الجماهير وارشدها الى مايحييها وخاطب ضمير العالم واستفزه بنقل الصورة الواقعية لدموية الحاكم المستبد الذي اختزل العراق الكبير بشخصه فصار كل شيء باسمه من الشارع الى الى كل صرح ومثال في الواقع ..تمكن الحكيم من نسج علاقات قوية ووثيقة مع خكام المنطقة وملوكها عموما يحمل بين يديه ظلامة الشعب العراقي من اقصاه الى اقصاه يشرح ويبين ويضع الحلول والمعالحات ولم تخلو. منه ساحة اقليمية او دوليه طيلة عمره النضالي الشريف حتى نالته يد الغدر الخبيثة وقد استكثرت على العراق مرجعا سيلسيا مقتدرا مدركا محيطا بحركة السياسة الدولية واقفا على مطالب شعبه واعيا لنتائج الاحداث وسياقاتها ومؤدياتها ..ترك السيد الشهيد ارثا ادبيا غنيا في علوم الدين والاجتماع والفكر والسياسة ، فقد ولد سنة 1939 بنجف العالم حيث العلم والمعرفة فيما الارض كانت تهتز بحرب عالمية كبرى ليعيش حياته كلها بمخاضة من الالم والاسى والجهاد والتعب والنضال حتى رحل وقد اعطى اغلى مايملك الى شعبه بعد اعمامه واخوانه وارحامه واصحابه في مسيرة ستظل ماثلة في نفوس العراقيين تتوسط سجل التاريخ المهيب لاسرته العريقة ...رضي الله عنه وارضاه.#محمد_باقر_يومك_ماننساه#الأول_من_رجب#ملحمة_الرجال#من_الجسر_الى_الجسر