وليد كريم الناصري
الشتائم كالمُزَنِ، وعَصَفت به رياح الإفك والبُهتان، كبحرٍ يغشاهُ الموجِ من تحتهِ ومن فوقهِ، ثُلم الدين بأهلهِ، وفُجعَ بأبائهِ مُضرجين بدمائِهم، وهو ماضٍ لم يَهُن، جبلٌ صلد، من أمضى منه جنانا؟ وأربطُ جأشاً؟ وأصلبُ عوداً، وأقوى في الله قلباً، وأبلغُ في فصلِ الخطابِ لساناً؟ يتبّعُ أبائهِ كإتباعِ الفصيلِ لأمهِ، وسيأتي اليوم الذي تستقم فيهِ الأمور، فتُثنى لهُ الوسادة، إن البقاء للأقوى، والسيادةِ للأفضل، والزعامة لكليهما، فضلُ الله يؤتيه مَنْ يشاء، والرِهان على الزمنِ قريب))
عجباً؛ أيشتمُ فيكم؟! فلا قرَّت عيونُ رِجالِكُم، ولا هدأَ روعَ ذكوركم، يتشدقُ بحضرتهِ أراذلكم! ويسبهُ ويلعنهُ جهالكم، أتحيون سُنّةِ معاوية بالصالحين؟! فأن لم تكونوا أهلَ عقلٍ، فأرجعوا الى آبائكم وأنسبوه، لا أبقاني الله لباقية أن لم يكن أفضلكم وأحسَنكم، مَنْ فيكم قُتلَ مِن أهلهِ بعدد ما قُتل للحسين بكربلاء؟!
من فيكم أُنتهِكت حرمة نساءهِ، وشُرِّدَ أطفالهِ لطلبِ الإصلاح بعراقكم! ولكنها الخديعة والمكر فيكم والحسد والجهل قد أكل عقولكم وأعمى بصائرِكُم.