28 Dec
28Dec

في ذكرى الحكيم.وداع و رحيل

بقلم الكاتب المحلل السياسي.سعد الزبيدي

.كلما تمر ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف) أتذكرها، وكأنها حدثت الأمس بكل أحداثها، وتفاصيلها، فقصتي مع الشهيد الحكيم( قدس سره الشريف)  من أعجب القصص، وأغربها، فقد كنت أسمع بعائلة الحكيم ولا أعرف عنهم إلا النزر اليسير من الأخبار التي نقلها عنهم زوج أختي أبو سيف، والذي كان أسيرا في إيران، وكان يتحدث عن بطولة، وشجاعة، ووطنية آل الحكيم، وعبقرية السيد محمد باقر الحكيم بالذات، وعن صفاته، وأخلاقه، وكنت أتشوق للقاءه، ومعرفته وجها لوجه لمدى أعجابي به، وعندما كنت أعمل مع وكالة الاسوشيتدبريس الإخبارية العالمية، وكنت ارافق صحفية تعمل في راديو فرنسا الدولي فرنسية من أصل تونسي، وقد اجرينا لقاءات مع معظم مراجع الدين في النجف الاشرف، والتقينا بشخصيات لها وزنها من أهل النجف، وأنتهينا بترتيب لقاء مع الشهيد رحمه الله، وكان ذلك يوم الخميس الذي سبق الحادث، ولدى لقاءنا أفراد مكتبه  من أجل الترتيب للقاء في اليوم الثاني لأن برنامجه كان مزدحما يوم الخميس، وبعد استقبلنا  من قبل أفراد المكتب  بابتسامة عريضة، وكان هناك شخص مميز جدا وكان محترما ، ودودا جدا، وسعيدا، واعتذر لعدم تمكن السيد  من إجراء اللقاء ساعتها لازدحام يومه بالزوار، وطلب منا أن نحضر  صلاة الجماعة، وخطبة يوم الجمعة، ومن بعدها نجري اللقاء في أحدى زوايا المرقد الحيدري المطهر، وودعناه على أمل اللقاء به يوم غد بعد أن تبادلنا أرقام الهواتف، وكنت ساعتها استعمل هاتف ثريا يعمل على القمر الصناعي، وأحد اولاد المرحوم عبد العزيز الحكيم على ما أظن، واسمه سيد محسن الحكيم يملك ثريا أيضا، ولكن تشاء الاقدار أن يسألني فريق العمل الفرنسي  المكون من الصحفية التونسية وفني فرنسي وهو مهندس للصوت  كان اسمه جان كلود  ماذا تنصحنا ليوم غد صباحا؟! أقترحت عليهم حضور صلاة الجمعة في مسجد  الكوفة حيث السيد مقتدى الصدر، واتباعه، والهتافات القوية التي سيكون لها صدى في الراديو، وهو يردد كلا كلا أمريكا كلا كلا ياشيطان، واتباعه الذين يرددون تلك الهتافات بصوت مدو ي هز أركان الكوفة يعانق السماء. فعلا اتفقنا للذهاب لمسجد  الكوفة اولا حيث خطبة الجمعة بحضور زعيم التيار الصدري، ومن ثم اللحاق بخطبة الحكيم في الأمام علي عليه السلام، وتشاء الاقدار أن مهندس الصوت الفرنسي ضاع عنا في زحمة الزوار الذين تغص بهم  الكوفة من عراقيين، وإيرانيين ، وبعد أن عثرنا عليه صعدنا السيارة، وتوجهنا بسرعة نحو الإمام علي عليه السلام سرعان ما سمعنا صوت انفجار قوي، وتصاعد دخان كثيف توقعنا ما حدث، وعلمنا بعد قطع كل الطرق، والسيارات التي كانت تمر سريعا تنقل الضحايا من شهداء وجرحى إلى المستشفيات  أن السيد محمد باقر الحكيم قد استشهد، وعدد من مرافقيه، وعدد من الزوار، وكنت من أوائل الصحفيين الذين أعلنوا عن الحادث، واول من، وصل للمستشفى التي نقل إليها الشهداء، والجرحى من مرافقي السيد (قدس سره الشريف)، ووجدت صاحبنا الذي ألتقينا به بالأمس في مكتب السيد وكان السواد من أثر الانفجار والدم يغطيان وجهه، وعندما رآني كان يصرخ ويبكي، ويقول السيد أين السيد؟!فأجبته بعيون باكية ودموع غزيرة، وكأني أقول له عظم الله لكم، ولنا الأجر باستشهاد الحكيم وحاول النهوض عن سريره، وهو يصرخ، ويبكي ويلطم وجهه من هول الصدمة، ويقول:- قتلوا حبيبي قتلوا مولاي قتلوا السيد الحكيم، وعانقته اختلطت دموعنا، وكل من في قاعة الطوارئ.كان رجلا ليس ككل الرجال كان حكيما فيلسوفا بطلا شجاعا، وصدق ظنه كثيرا ما كان يردد :- القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة. رحم الله الشهيد محمد باقر الحكيم الذي  خسره العراق بأسره، فقد كان يختلف عن كل السياسيين، وكان يحمل فكرا لبناء دولة لذلك أغتالته يد الشر والخيانة.، فسلام عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حيا.ستبقى خالدا في الذاكرة أيها الشهيد الحكيم.#محمد_باقر_يومك_ماننساه#الأول_من_رجب#ملحمة_الرجال#من_الجسر_الى_الجسر

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني